تعد سنوات حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر إثارة في تاريخ أمريكا الحديث، وضاعف من إثارة فصولها الأخيرة وصول فيروس كورونا إلى الأراضي الأمريكية ليقلب الأوضاع الصحية والإقتصادية والسياسية رأساً على عقب.
يشكك البعض في قدرات الرئيس ترامب العقلية والمعرفية، وآخرون يرونه غير مُهيّأ للحكم في ظل تعقيدات وتشابكات القضايا الكبرى الداخلية والخارجية، كما يراه البعض رئيسا لا يكترث بالدستور أو بالتقاليد السياسية الأمريكية، وعلى النقيض من كل ذلك يراه ملايين الأمريكيين سياسياً عبقرياً غير تقليدي. هذا وعلى الرغم مما يمثله ترامب من تهديد للديمقراطية الأمريكية، إلا أنه وفي الوقت ذاته، يمثل نتاجا لها ولآلياتها.
يحاول هذا الكتاب الإجابة عن سؤال كيف ولماذا وصل ترامب لأهم منصب سياسي في عالم اليوم؟ ويحاول الكتاب كذلك فك شفرة الرئيس ترامب من خلال تحليل سياساته ومواقفه التي يجمع بينها التناسق قليلاً والتناقض كثيراً.
ويبقى التساؤل قائماً حول إذا كان ما يقوم به ترامب يُبشّر بطريقة جديدة تبقى بعد رحيله ويقتدي بها الرؤساء القادمون، أم إنها تمثل خروجاً مؤقتاً عن المألوف ينتهي بخروجه من البيت الأبيض وبعدها تعود التقاليد الراسخة للسياسة الأمريكية كما عرفها العالم والأمريكيون.