لكن أهم ما أدركته بعد انقضاء الأوقات، إذ لا يكون النفاذ إلى الجوهر في حينه، للإدمان باللب لا بد من مسافة وطول معاينة، ما أحطت به أن النوافذ تؤدي إلى أخرى، للنوافذ نوافذ. النوافذ شتى وهذا مفروغ منه، منها المغروس في البنايات، القاطع لصمت الجدران، المطل، المؤدي إلى فراغات ما خارج العمائر حتى الأعماق السحيقة للكون.
يواصل جمال الغيطاني مشروعه المثير في دفاتر التدوين ليجعل من عجينة تجاربه الحيوية منذ الطفولة الباكرة خميرة معتقة تنمو فيها نوازعه الشهوانية وتطلعاته النورانية وقدراته الفذة على خلق اللحظات وتسجيل الأحلام للإمساك بمفاصل جماليات الأمكنة الهاربة في ذاكرة الأزمنة البعيدة.
د. صلاح فضل
الأهرام- أغسطس 2004