«أرادت أن تبلّغ شيئًا بوقوفها على شرفتها، مع أنّها لم تنظر ناحية بنايتنا، إذ لم تشأ أن تضيف شيئًا على ما قد يعنيه ظهورها بتلك الثياب. لم أعرف إن كانت لمحتني وأنا أخطو خارجًا إلى الشّرفة. ولا إن كانت رأتني فيما هي تنتظر، هناك في الأسفل، ارتفاع العارض الحديد للمرأب كي يتيح خروجها بسيارتها.
رغم ذلك رحت أفكّر أنّ ظهورها على الشّرفة كان لي. لتخبرني أنا. وهي ظلّت مبعدةً نظرها عن بنايتنا لكي يظنّ عزّت، إن رآها هو أيضًا، أنّها خرجت هكذا، ليس من أجل أن يراها أحد لكنّني في الوقت الّذي تلا راحت تخطر لي تفسيرات أخرى لظهورها ذاك. فكّرت مرّاتٍ أن أتصل بعزّت، لعلّي أفهم شيئًا، لكنّي لم أفعل ثم خلصتُ إلى أنّ تشوّشي حيال ظهورها يعود إلى اضطرابها، ربّما بين علاقة توشك أن تنتهي وعلاقة على وشك أن تبدأ».
«يتقن متى يترك «قطبات» مخفية تزيد من وهج المضمون واكتماله». فجر يعقوب، موقع النهار العربي