تدور صفحاتُ هذا الكتاب بقارئه فوق المدارات التي تأخذ بالعقل الجمعي، العربي والمصري، إلى التيه الجماعي المؤدي بالضرورة إلى حالة الخَبَل العام بسبب اصطخاب أفكارنا حول محاور وهمية واعتقادات خيالية لا يؤكدها إلا التاريخ الرسمي المغلوط. والفصول السبعة للكتاب، تسعى لتبديد هذه التوهمات وتثير شغف القارئ إلى إعادة النظر في خرافاتٍ تخايل الأذهان، ويؤسس عليها وعيٌ مغلوط يتوسل بالمغالطات إلى تحقيق الطموحات المرادة من هؤلاء الساعين إلى تجهيل الناس لإحكام القياد حول رقابهم؛ ومن ثمَّ إلى السيطرة التامة عليهم. وخلال إعدادي هذا الكتب ، كانت ترن في أذني عبارة العماد الأصفهاني وتتردد أصداؤها في أعماق ذاتي، حيث يقول هذا الرجل النابه : «إنه لم يُرَ أحدٌ كتب كتابًا وعاد إليه (بعد فترة) إلا وقال: لو غيرت هذا لكان أحسن، ولو عدلت ذلك لكان يُستحسن ، وهذا دليل على استيلاء النقص على جملة البشر». وهذا معنى عميق، لو كان كاتبه أفصح لجعل ختام عبارته : « وهذا دليلٌ على طلب الكاتب ، للكمال المستحيل»