من واجبي تجاه القارئ أن أوضح أنني عندما شرعت في كتابة هذه الأوراق لم أقصد أن أكتب سيرة ذاتية، لأنني لا أعتقد أن سيرة حياتي تستحق أن تنشر في كتاب، ولكنني أردت أن أكتب عن مجموعة من الأحداث التي سمعتها من آبائي وأجدادي والتي عايشتها بنفسي، وكلها تحكي أحداثًا حقيقية وتجسد شخصيات من لحم ودم عاشت بيننا وأثرت فينا، ولكن في النهاية وجدت أن ما كتبته هو نوع من السيرة الذاتية، ولكن الوطن يلعب فيها دور البطولة. وربما كان من أهم الأسباب التي حفزتني لكتابة هذه الأوراق: ندرة الكتب التي دونها أفراد من جيلي لم ينتموا إلى فكر أو تنظيم معين، ولم يكونوا أيضًا من رجال الثورة أو أعوانها أو أضيروا من قوانينها أو قراراتها. « محمد أبو الغار»