«في رواية هالة البدري «منتهى» نجد أنفسنا إزاء مشروع ضخم وطموح وفّت الكاتبة بمتطلباته بعملية توثيق هائلة وحرفية متميزة، وبمنظور شامل ورحب للواقع يُجيد رصد خصوصياته وعمومياته في ذات الوقت. والمشروع هو مشروع التأريخ لمصر في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى 1914، إلى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقوفًا على مشارف الخمسينيات.
وبؤرة التاريخ قرية وهمية هي «منتهى» وأهلها، وعائلة من مُلاك الأرض من ثلاثة أجيال متعاقبة. وما إن تتكامل الحياة هادرة في هذه القرية من قرى الوجه البحري حتى تتكامل الصورة، مشيرة إلى تاريخ مصر في فترة من أهم فتراتها... توثق هالة البدري الحدث بمختلف أبعاده وطقوسه، التي تشمل فيما تشمل طقوس الميلاد والزواج، والحمل والولادة، وأغاني العمل والأفراح، والطعام والملبس، التي تنتمي إلى فترة تاريخية معينة، ولذلك لا تتحرك شخوصها أبدًا في فراغ، وإنما تتحرك في بيئتها التاريخية الخاصة شديدة الخصوصية والمتفردة شديدة التفرد». «لطيفة الزيات»