في عام 1964، وبينما يموج العالَم، والأدب العالمي بدوره، بتحولات كبرى، صدرت الطبعة الأولى من كتاب «القاهرة» ليكشف عن صوت أدبي خاص لدى مؤلفِه الشاب، آنذاك، «علاء الديب». صوت وُصِف بأنه «لا يهوى الثرثرة ولا التزيُّد. مُحكم وقد نضج على مهل»، وهو ما لفت الأنظار إلى خصوصية مشروعه منذ العمل الأول.
واليوم مع صدور هذه الطبعة الجديدة، بعد مرور 60 عامًا على ظهور الكتاب لأول مرة، وبعد أن تنوعت إصدارات الكاتب الكبير علاء الديب على مدار هذه السنوات بين الرواية والقصة والنقد الأدبي، يبدو واضحًا أن «القاهرة» يُمثل حجر الأساس في المشروع الأدبي الذي شيَّده باقتدار أحدُ أبرز أصوات جيل الستينيات.
يضم الكتاب 14 قصة، بينها رواية قصيرة، تطغى عليها تيمة الشعور بالوحدة والاغتراب، باستثناء قصة واحدة تحمل أجواء يندر أن تتكرر في عوالم علاء الديب، حيث تبدو أقرب إلى أسطورة شعبية تُهيمن فيها بطلتها على الأقدار بزعم معرفتها بأسرار الناس ومصائرهم.
«القاهرة»؛ قطعة أدبية فريدة عابرة للزمن، تحتفي بذاكرة المكان، لتبدو أقرب لفعل مقاومة ضد مظاهر الزوال.