كما يدَّخر الناسُ المالَ لينفعهم فى مستقبلهم، تدَّخر الشُّعوب مدّخرات من نوع آخر غير المال.. فهم يدخرون العادات والتقاليد التى يمارسها الجميع ويشترك فيها كل الناس، فتجمع بينهم، وتجعلهم شعبًا أو أمَّة. ويصبح لهذه الأمة ثروة من المعْرِفة والتجارب نسمِّيها "ذاكرة الأمة".
وهذه الذاكرة تتكون من تاريخ وأحداث، وأيضا من أشياء ومناسبات وممارسات يشترك فيها الجميع.
هذه الذاكرة الشعبية تتعرض فى الأزمنة الحديثة للضعف والنسيان، سواء باختفاء المناسبات، أو عدم الاهتمام بها مع ظهور الاختراعات الحديثة ومعها العادات الجديدة.
وهذا الكتاب يحاول رصد وتسجيل بعض هذه العادات والأشياء التى كنا نستعملها، أو يستعملها آباؤنا وكانت جزؤًا من حياتهم اليومية وأفراحهم وسعادتهم، وثروة ذكرياتهم التى تُشكَّل ملامِح مجتمعهم وملامح هَويَّتِهم.