كان الوقت عام 1947، حسن فنان تشكيلي يعيش في قريته بعيدًا عن صخب المدن بعد أن أصبح وحيدًا بموت زوجته، وهناك تكتمل حكايات قديمة وتبدأ حكايات جديدة. هارون (البغل كما كان يسميه حسن) يموت مقتولًا وقاتله مجهول، فترسل زوجته جليلة، ابنة الغوازي التي انتشلها هارون إلى حياة الرغد والاستقرار، في طلب حسن لزيارتها حيث تبدأ علاقة حميمة بين حسن وزوجة غريمه وابنتها، فيجد نفسه متورطًا في إقناع الفتاة بالزواج ممن لا تحبه، أو إقناع الأم بالتخلي عن تسرعها في تزويج ابنتها، كل ذلك والبحث عن القاتل جارٍ. الراوي من ناحية أخرى ينقل لنا في كل صفحة من «الرجل والطريق» هيامه بالريف، وحياة أهله التي يغلّفها الهدوء بينما يعتمل داخلها طوفان من المشاعر المختلطة، والأسرار التي لا تمنح نفسها إلا لمتأمِّل يدرك شفراتها ويعرف كيف يغوص في نفوس أهلها، وهو ما يفعله سعد مكاوي باقتدار.