(( ما عصينا، إننا جئنا لكي نُنقذ هذا الشعب من بطش الطغاة! وفّروا للشعب أسباب الحياة!.. نحن أحرار ولن نُصبح إرثًا أو عقارًا، نحن منذ اليوم لن يَستعبدنا منكم أحد، نحن أحرار كما ولدتنا الأمهات وسنبقى الدهر أحرارًا، وأحرارًا كبارًا)). تتميز مسرحية (( عرابى زعيم الفلاحين )) لعبد الرحمن الشرقاوي، بحشد عدد كبير من الشخصيات التاريخية والتنويرية المصرية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. بلغته الفخمة، يصور الشرقاوي عبر فصول مسرحيته الشعرية الروح الوطنية المصرية الأصيلة كما تجسّدت في الصراع العنيف الذي دار بين الزعيم الوطني الثائر أحمد عرابي ومن ورائه جموع الشعب المصري، وبين القيادة السياسية الخائنة؛ ممثلة في حاكم مصر آنذاك المدعوم بقوة الجيش البريطاني، سينتهي الصراع بالاحتلال الإنجليزي لمصر، لكن تستمر جذوة الوطنية مشتعلة متوهجة عبر الزعامات المخلصة والرموز الفكرية التنويرية.